كنيسة البشارة للسريان الكاثوليك في موصل الشرقية

تقع كنيسة البشارة للسريان الكاثوليك في موصل الشرقية ( الضفة الشرقية اليسرى من نهر دجلة)، في حي المهندسين، 36.362959 شمالاً و 43.140295 شرقاً (التأكد من الاحداثيات) وعلى ارتفاع 220 متر عن مستوى سطح البحر.

تأسست كنيسة البشارة في شرق الموصل عام 1970 لمرافقة التوسع العمراني لمدينة الموصل ونقل العائلات المسيحية من الضفة اليمنى (الغرب) إلى الضفة اليسرى (الشرق) من المدينة. أثرت الفوضى التي اندلعت في أنحاء البلاد بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 بشدة على المسيحيين الذين عانوا من الاضطهاد والخطف والقتل. منذ ذلك الحين ، اضطر الآلاف من المسيحيين إلى النزوح. ومع ذلك ، أصبحت كنيسة البشارة في الوقت نفسه ملاذاً للعائلات التي بقيت في الموصل. بعد غزو داعش للموصل في 10 حزيران عام 2014 ، نزح المسيحيون الباقون في الموصل إلى سهل نينوى وكردستان العراق. وتجمع الكثيرون في أربيل ، عاصمة كردستان العراق ، وخاصة في القطاع الشمالي في عنكاوا.

في مخيم النازحين أشتي 2 في عنكاوا ، تم بناء كنيسة البشارة الجديدة (36.232222شمالاً44.009444 شرقاً و على ارتفاع  434 متر عن مستوى سطح البحر) من أجل الحفاظ على الحياة الدينية. وهكذا أصبحت هذه الكنيسة لمدة 3 سنوات مركزًا للتجمع المجتمعي. منذ تحرير الموصل ، بذلت جهود ملحوظة لإعادة بناء أمل الأخوة الجديدة ومحاولة تعزيز ولادة مجتمع مسيحي محلي. في شرق الموصل ، حشد الأب إيمانويل كاهن أبرشية كنيسة البشارة للسريان الكاثوليك العديد من الشركاء الفرنسيين (أوفر دي أورينت و الأخوة في العراق ومؤسسة سانت ايرينيه) والعراقيين لإعادة بناء كنيسته ومقر إقامة الكاهن وغرف إقامة الطلاب. تم الافتتاح في 7 كانون الأول عام 2019 بحضور أعلى السلطات المحلية والإقليمية ، وتم تكريس الكنيسة في اليوم التالي 8 كانون الأول عام 2019.

الموقع:

تقع كنيسة البشارة للسريان الكاثوليك في موصل الشرقية ( الضفة الشرقية اليسرى من نهر دجلة)، في حي المهندسين، 36.362959 شمالاً و 43.140295 شرقاً (التأكد من الاحداثيات) وعلى ارتفاع 220 متر عن مستوى سطح البحر.

كنيسة البشارة القديمة في موصل الشرقية المدمرة من قبل داعش.
تموز 2017 © باسكال ماغيسيان / ميزوبوتاميا
كنيسة البشارة القديمة في موصل الشرقية المدمرة من قبل داعش.
تموز 2017 © باسكال ماغيسيان / ميزوبوتاميا
كنيسة البشارة القديمة في موصل الشرقية المدمرة من قبل داعش.
تموز 2017 © باسكال ماغيسيان / ميزوبوتاميا

أصول كنيسة السريان - الكاثوليك:

بحسب التقليد السرياني، يعود الفضل بتبشير بلاد ما بين النهرين إلى الرسول توما وتلاميذه اداي وماري، ” في واقع يبدو أن دخول المسيحية كان فقط منذ بداية القرن الثاني وكانت نتيجة عمل المبشرين اليهوديين – المسيحيين القادمين من فلسطين [1]“.

وقد بنيت هذه المسيحية في بلاد ما بين النهرين في سلوقية – قطيسفون على ضفاف نهر دجلة ، على بعد 30 كيلومتر جنوب بغداد ، حيث تشير التقاليد إلى أن القديس توما توقف هناك خلال رحلته إلى الهند. هناك، وعلى تلك التلة الواقعة في ضاحية كوغه، تم بناء أول كنيسة بطريركية وكاثوليكوسية لكنيسة بلاد ما بين النهرين. لا تزال هذه المسيحية من أصول اللغة السريانية تشكل حتى يومنا هذا القاعدة المشتركة للكنائس المحلية في العراق ولمجتمعاتهم التي تضمن حفظ وتناقل هذا الميراث.

قُسمت هذه القاعدة المشتركة تدريجيا إلى عدة كنائس، من المجالس الأولى وحتى القرن العشرين لأسباب جيوسياسية و كرستولوجية.

وهكذا، عُقد المجمع المسكوني الأول في نيقيا عام 325 بدعوة من الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول في غياب أساقفة بلاد فارس، باستثناء جاك من نصيبين لأنه ” كان من المستحيل لباقي الرعاة وفي فترة الحرب الدائمة أو (الدائمة تقريباً) ، حضور المجمع المنعقد في بلد العدو ، وبدعوة من الإمبراطور الروماني، وعلاوة على ذلك ترأسه لهذا المجمع.[2]

يجب القول أنه منذ تحول قسطنطين الأول إلى المسيحية ، انتقل الإمبراطور الساساني شبور الثاني من حالة التسامح إلى حالة من عدم الثقة تجاه مسيحيي بلاد فارس. ثم تحول انعدام الثقة هذا إلى عداء ، ودُمرت الكنائس وتعرض رجال الدين للاضطهاد. “إن الغرض من الاضطهاد ليس إبادة المسيحيين ، بل لإجبارهم على الارتداد عن الدين بمجرد أن يتم القضاء على التسلسل الهرمي. [3]

وبعد قرن، في عام 431، أدان مجمع أفسس البطريرك النسطوري في القسطنطينية، المُدافع عن الطبيعتين الموجودتين في المسيح: الأولى إلهية، ابن الله، والأخرى بشرية، ابن مريم. اعتُبرت هذه العقيدة المسيحية هرطقة وتم عزل نسطور.

ساعد التنافس الجيوسياسي الموجود بين الإمبراطورية الرومانية وإمبراطورية فارس الساسانية كنيسة الشرق على تبني النسطورية في النصف الثاني من القرن الخامس ، وبالتالي انتشرت في بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس والهند.

بعد عشرين سنة وفي عام 451 ، في مجمع خلقيدونية ، حدث جدل كريستولوجي جديد. واتهمت الكنائس السورية (الكنائس السريانية)، المصرية، الإثيوبية والأرمنية بالدفاع عن عقيدة الوحدانية، أي أن الطبيعة الإلهية للمسيح قد استوعبت (امتصّت) طبيعته البشرية، وأن المسيح في نهاية المطاف ليس له إلا طبيعة واحدة، الطبيعة الإلهية. أدى هذا المبدأ المندّد به إلى انقسام جديد ، وأصبحت الكنائس المعنية ، المتلهفة على الحفاظ على مصالحها الجيوسياسية الخاصة، ذات طابع ذاتي.

في القرن السادس ، أعاد الراهب السوري جاك باراداي تنظيم الكنيسة السريانية. بعد رسامته الأسقفية ، قام برحلة طويلة في جميع المناطق السريانية للعديد من الأساقفة والكهنة والشمامسة.  وبفضله، تسمى الكنيسة السريانية “باليعقوبية”.

في القرن الثامن عشر وفي عام 1783 عرفت هذه الكنيسة (الأرثوذكسية) الانشقاق الذي نتج عنه كنيسة السريان الكاثوليك المرتبطة بروما.

_______

[1] من ” حياة وموت مسيحيي الشرق. قديماً وحتى يومنا هذا” ، جان بيير فالون، فايارد، اذار 1994، ص. 737

[2] من ” تاريخ كنيسة المشرق” ريمون لو كوز، أيلول 1995، ص. 31

[3] من ” تاريخ كنيسة المشرق” ريمون لو كوز، أيلول 1995، ص. 33

مكان كنيسة البشارة القديمة . حزيران تموز 2017 © باسكال ماغيسيان / ميزوبوتاميا
حزيران تموز 2017 © باسكال ماغيسيان / ميزوبوتاميا
بدء عمليات إعادة إعمار كنيسة البشارة .
حزيران تموز 2017 © باسكال ماغيسيان / ميزوبوتاميا

نبذة عن تاريخ مسيحيي موصل:

تم كتابة هذا المقطع اعتماداً على دراسات أجراها جان ماري ميريجو الذ عاش 14 عاماً في العراق، من 1968 – 1983 ضمن إرسالية الدومينيكان في بلاد ما بين النهرين، كردستان وأرمينيا وكان مركزها الموصل. أيضاً إثنان من كتبه ” اذهب إلى نينوى!حوار مع العراق” نسخة سيرف ت1 2000؛ ” مقابلة حول الشرق المسيحي” نسخة لا تون، مرسيليا تموز 2015.


على الرغم من الواقع المأساوي، “تبقى موصل مدينة مسيحية” [1] كما يتضح ذلك من تاريخها وتراثها القديم والمعاصر.

إذا كانت الأسقفية الأولى قد أسست في عام 554[2] ، فيجب علينا أيضاً أن نأخذ في عين الاعتبار التقليد الرسولي القديم. “الطريقة التي تتباهى بها الكنائس الثلاثة هي إقامة أحد الرسل فيها . حيث تم بناء كنيسة شمعون الصفا (خلال الفترة من القرن الثاني عشر إلى القرن الثالث عشر) في الموقع الذي أقام فيه القديس بطرس أثناء زيارته بابل وستربط كنيسة مار ثيودوروس بمرور الرسول برثولماوس. أما بالنسبة إلى الرسول مار توما وهو في طريقه إلى الهند ، فقد تحول المنزل الذي أقام فيه إلى كنيسة”[3]. هذه الكنيسة هي بالتحديد مبنى مار توما للسريان الأرثوذكس .

يعود تاريخ أول كنيسة شهدتها مدينة نينوى (اليوم الموصل-الشرقي) إلى عام 570 ويتم ذكرها في التاريخ النسطوري وهي كنيسة مار أشعيا. في الواقع ، يؤكد هذا على وجود الجالية المسيحية. في القرن السابع ، كانت كنيسة مار توما التابعة للمجتمع السرياني الأرثوذكسي معروفة أيضاً. كان دير مار غابرييل منذ القرن السابع مقراً لمدرسة لاهوتية وليتورجية كبيرة لكنيسة الشرق. يقع في مكان هذا الدير الذي بني في القرن الثامن عشر ويسمى كنيسة الطاهرة للكلدان[4].

على مر القرون، مع تطور المجالس والنزاعات في الموصل ، تعددت الكنائس من جميع الطوائف، بما في ذلك الأرمن واللاتين.

تشمل هذه النبذة التاريخية الفتح الإسلامي. سقطت موصل في عام 641 وأصبح مسيحيوه من التميميين ، مع مراعاة الحقوق (المحدودة) والواجبات (الملزمة) التي تنطوي عليها عضويتهم المذهبية. استمر هذا الوضع حتى القرن التاسع عشر وانتهى في الإمبراطورية العثمانية في عام 1855. على الرغم من هذا، بقي الفكر التميمي يحكم المسيحيين (واليهود) ويحدد العقليات والعلاقات المذهبية في الحياة العامة تقريباً في جميع الدول الإسلامية ويتم تطبيقه إلى الآن بحكم القانون (في إيران).

في القرنين الثاني عشر والثالث عشر ، خلال الفترة التركية السلجوقية ، سادت سلالات الأتابكة في جميع أنحاء بلاد ما بين النهرين وجعلت لموصل مكانة عالية من السلطة. في ذلك الوقت ، أقام السريان الأرثوذكس المضطهدون في تكريت في سهل نينوى وكذلك في الموصل ، حيث طوروا مجتمعهم وأسسوا كنيسة مار حديني. “في نهاية القرن العشرين ، بسبب الفيضانات في باطن الأرض في الحي الذي توجد فيه  كنيسة مار حديني ، غمرت المياه الكنيسة التي بنيت على مستوى منخفض بالنسبة للأرض وتم هجرها. تم بناء كنيسة جديدة فوق القديمة. لحسن الحظ ، تم نقل الباب الملكي المنحوت على طراز الأتابكة والذي وصفه الأب فيي بأنه “جوهرة النحت المسيحي في القرن الثالث عشر[5]”.

​​ بعد حكم الأتابكة، نجح المغول هولاكو خان في الاستيلاء على الموصل ولكنه لم يفعل بها ما فعله من دمار ومذابح في بغداد عام 1258 ، وذلك بفضل “حاكم المدينة القدير للغاية ،لؤلؤ ، ذو أصل أرمني[6]”. مع ذلك كان القرن التالي مأساوياً. حيث وصلت حالات الاضطهاد المسيحي إلى ذروتها في عهد تيمورلنك ، الذي اجتاحت جيوشه الشرق الأوسط في السنوات الأولى من القرن الرابع عشر وأبادت السكان المسيحيين. لم يخضع مسيحيي الشرق لمشروع استئصال مماثل من قبل، إذ كان يمكن للعراق أن يطالب بحق الاستشهاد”[7].

في عام 1516 ، سقطت الموصل لأول مرة في أيدي الأتراك العثمانيين ، ولكن في القرن التالي أحكموا سيطرتهم التي دامت أربعة قرون على بلاد ما بين النهرين العراقية بعد غزو بغداد في عام 1638 من قبل السلطان مراد الرابع.

كانت الموصل في القرن السادس عشر مركزا كبيرا للتأثير المسيحي وهو المكان الذي حدث فيه انشقاق الكنيسة الشرقية ، مع انتخاب يوهانس سولاقا كأول بطريرك للكنيسة الكلدانية. أصبح رئيس دير الربان هرمزد في ألقوش ، وأخذ اسم يوحنا الثامن وتوجه إلى روما للتعمق في الإيمان الكاثوليكي. في 20 أبريل 1553 ، أعلنه البابا يوليوس الثالث بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية “حيث أصبح وجودها الآن رسمياً”[8]. بعد ديار بكر (جنوب شرق تركيا الحالية) وقبل بغداد (عام 1950) ، تم تأسيس مقر الكنيسة الكلدانية في الموصل في عام 1830 ، مع انتخاب العرش البطريركي لمتروبوليت الموصل يوحنا هرمز الثامن.

في عام 1743 ، شارك المسيحيون في الموصل بنشاط في الدفاع عن المدينة خلال الحصار الذي دام 42 يوماً لبلاد فارس، ونادر شاه الذي سبق ونهب سهل نينوى. المنتصر والممتن، باشا الموصل حسين الجليلي “حصل على فرمان من القسطنطينية لصالح كنائس الموصل[9]”. في عام 1744 بنيت الكنيستان الطاهرة في الموصل ، واحدة للكلدان ، وأخرى للسريان الكاثوليك. ومن ناحية أخرى ، تم ترميم الكنائس التي دمرتها القنابل.

شهد القرن السابع عشر افتتاح البعثات اللاتينية في بلاد ما بين النهرين العراقية. افتتح الرهبان الكبوشيون أول منزل لهم في الموصل في عام 1636. وصل الدومينيكان من مقاطعة روما في عام 1750 ، تلاهم أولئك من مقاطعة فرنسا في عام 1859. تحت اشرافهم، تم بناء الكنيسة اللاتينية الكبرى نوتردام دي لوره “النمط الروماني – البيزنطي ، بين عامي 1866 و [10]1873″ ، حيث قامت الإمبراطورة أوجيني دي مونتيجوت ، زوجة نابليون الثالث ، في عام 1880 بإهداء الساعة الشهيرة إلى الكنيسة و تم تركيبها في أول برج جرس تم بناؤه على أرض عراقية. منذ ما يقارب الثلاثة قرون ، كان أعضاء البعثة الدومينيكية في بلاد ما بين النهرين وكردستان وأرمينيا من الجهات الرئيسية الفاعلة والشاهدة على تاريخ العراق المسيحي وعلى المخاطر التي يواجهها المسيحيون في الشرق الأدنى.

حدثت نقطة تحول في عام 1915-1918 أثناء الإبادة الجماعية للأرمن والآشوريين – الكلدان في الدولة العثمانية. استقر الكثير من الناجين في بلاد ما بين النهرين العراقية وخاصة في الموصل حيث كانت هناك مجتمعات مسيحية. خلال هذه الفترة ، في كانون الثاني من عام 1916 ، وفي ليلتين فقط ، تم إبادة 15000 من الأرمن المرحلين في الموصل وحولها ، وتم ربطهم ضمن مجموعات لعشر أشخاص، ومن ثم إلقاؤهم في مياه نهر دجلة. ويجب الذكر بأنه وقبل هذه المذبحة، وفي 10 حزيران 1915، أرسل القنصل الألماني في الموصل هولشتاين إلى سفير بلاده البرقية التالية: ” 614 أرمني (من رجال،نساء وأطفال) الذين طردوا من ديار بكر وتم توجيههم إلى الموصل كانوا قد اصيبوا جميعا أثناء سفرهم بالطوافات في نهر دجلة. يوم أمس، وصلت العوامات الفارغة. ومنذ عدة أيام، يحمل إلينا النهر الجثث والأطراف البشرية  ([11]…).

كان لسقوط صدام حسين عام 2003 وتطور الأصولية الإسلامية-المافيات تأثير كبير على الانهيار الديموغرافي للمجتمعات المسيحية في العراق ، وخاصة في الموصل. في الأول من آب 2004 ، كانت الهجمات المتزامنة على خمس كنائس في الموصل وبغداد نقطة الانطلاق لطرد المسيحيين من موصل إلى المناطق المحمية في سهل نينوى، إلى كردستان العراق وإلى الخارج. السنوات التي تلت ذلك في الموصل كانت فظيعة. الاغتيالات والخطف المستهدف للمسيحيين أكد على الهجرة الجماعية. في 6 كانون الثاني من عام 2008 ، يوم عيد الغطاس ، ثم يوم 9 كانون الثاني ، استهدفت الأعمال الإجرامية العديد من المباني المسيحية في الموصل وكركوك.

في هذا الجو المرعب ، اختُطف المطران بولس فرج رحو ، رئيس أساقفة الموصل الكلداني. “في 13 شباط 2008 ، أثناء استضافته لوفد باكس كريستي في كنيسة كرمليس بالقرب من الموصل ، كشف النقاب عن تهديده من قبل جماعة إرهابية قبل بضعة أيام: -” حياتك أو خمسة مائة ألف دولار” ، أخبره الإرهابيون. فأجاب: “حياتي لا تستحق هذا الثمن!” وبعد شهر ، في 13 آذار ، تم العثور على المطران رحو ميتاً على أبواب المدينة. “[12]

بين حزيران 2014 وتموز 2017 ، سقطت الموصل في أيدي مقاتلي داعش الإسلاميين. رأى المسيحيون البالغ عددهم 10000 أو نحو ذلك الذين ما زالوا يقيمون في المدينة ، منازلهم مختومة بعلامة نصراني (الناصري ، أي تلاميذ يسوع). وهكذا تم وصمهم ، و استدعاؤهم للتحول إلى الإسلام ، أو دفع الجزية (ضريبة) ، أو الموت. لقد هربوا من المدينة على نطاق واسع وعلى عجل ، لكنهم اضطروا إلى التخلي عن تراثهم المسيحي الذي تعرض للنهب والتخريب والتدنيس إلى حد كبير. معركة الموصل وتفجير التحالف الدولي الذي سحق مقاتلي داعش تحت نيران النار ، حول بعض أكبر المباني المسيحية (والإسلامية) في الموصل إلى غبار.

_______

[1] ” مقابلة حول الشرق المسيحي” نسخة لا تون، مرسيليا تموز 2015.ص88

[2] ضمن “آشور المسيحية” طبعة 2، جان موريس فييه.بيروت،1965.ص.115-116.”موصل المسيحية” جان ماري فييه.

[3] ” مقابلة حول الشرق المسيحي” جان ماري ميريجو ،نسخة لا تون، مرسيليا تموز 2015.ص89

[4] ” مقابلة حول الشرق المسيحي” جان ماري ميريجو، نسخة لا تون، مرسيليا تموز 2015.ص92-93

[5] ” مقابلة حول الشرق المسيحي” جان ماري ميريجو، نسخة لا تون، مرسيليا تموز 2015.ص94

[6] مقابلة حول الشرق المسيحي” جان ماري ميريجو، نسخة لا تون، مرسيليا تموز 2015.ص95

[7] ضمن ” حياة وموت مسيحيي الشرق” جان بيير فالون،فايارد، آذار 1994، ص740

[8] ضمن “تاريخ كنيسة المشرق” ريموند لو كوز، أيلول 1995 ص328

[9] مقابلة حول الشرق المسيحي” جان ماري ميريجو، نسخة لا تون، مرسيليا تموز 2015.ص97

[10] مقابلة حول الشرق المسيحي” جان ماري ميريجو، نسخة لا تون، مرسيليا تموز 2015.ص102

[11] ضمن (إبادة المهجّرين الأرمن العثمانيين ضمن معسكرات الاعتقال في سورية – بلاد ما بين النهرين). عدد خاص من مجلة تاريخ أرمينيا المعاصر، جزء 2, 1998. ريموند ه. كيفوركيان. ص. 15

[12] ضمن ” مسيحيي الشرق :ظلال وأنوار” باسكال ماغيسيان، طبعة تاديه أيلول 2013،إعادة طباعة ك2 2014 ص 260

عمليات إعادة إعمار كنيسة البشارة و منزل الكاهن.
آذار 2019 © يوحنا طوايا/ حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
عمليات إعادة إعمار مقر الطلاب ضمن مجمع كنيسة البشارة.
آذار 2019 © يوحنا طوايا/ حمورابي لصالح ميزوبوتاميا

التاريخ المعاصر للموصل:

بحلول عام 2000 ، كان عدد المسيحيين في الموصل 50000 نسمة. لمدة 11 عاماً ، بين سقوط نظام صدام حسين في 9 نيسان 2003 وغزو داعش في 10 حزيران 2014 ، تم إرهاب سكان الموصل من قبل عصابات المافيا الإسلامية في تنظيم القاعدة ، الذين تابعوا عمليات الخطف والقتل والابتزاز ضد المسيحيين في المدينة. طوال هذه الفترة ، تضاعفت الجرائم ضد المسيحيين والعلمانيين ورجال الدين وأجبرتهم الظروف على النزوح.

كان لسقوط صدام حسين عام 2003 وتطور الأصولية الإسلامية-المافيات تأثير كبير على الانهيار الديموغرافي للمجتمعات المسيحية في العراق ، وخاصة في الموصل. في الأول من آب 2004 ، كانت الهجمات المتزامنة على خمس كنائس في الموصل وبغداد نقطة الانطلاق لطرد المسيحيين من موصل إلى المناطق المحمية في سهل نينوى، إلى كردستان العراق وإلى الخارج. السنوات التي تلت ذلك في الموصل كانت فظيعة. الاغتيالات والخطف المستهدف للمسيحيين أكد على الهجرة الجماعية. في 6 كانون الثاني من عام 2008 ، يوم عيد الغطاس ، ثم يوم 9 كانون الثاني ، استهدفت الأعمال الإجرامية العديد من المباني المسيحية في الموصل وكركوك.

في هذا الجو المرعب ، اختُطف المطران بولس فرج رحو ، رئيس أساقفة الموصل الكلداني. “في 13 شباط 2008 ، أثناء استضافته لوفد باكس كريستي في كنيسة كرمليس بالقرب من الموصل ، كشف النقاب عن تهديده من قبل جماعة إرهابية قبل بضعة أيام: -” حياتك أو خمسة مائة ألف دولار” ، أخبره الإرهابيون. فأجاب: “حياتي لا تستحق هذا الثمن!” وبعد شهر ، في 13 آذار ، تم العثور على المطران رحو ميتاً على أبواب المدينة. “[1]

عندما استولى داعش على السلطة في الموصل عام 2014 ، أكمل النظام الكارثي للدولة سابقاً لا وبل ضاعفها. مزيد من الفوضى ، وإفساح المجال للنظام الجديد والخلافة! تم إنشاء الطغيان في نظام سياسي  برئاسة خليفة أعلن نفسه في 29 حزيران 2014 ، المدعى أبو بكر البغدادي ، الذي ظهر علناً في 4 تموز 2014 خلال خطبة في مسجد النوري الكبير. بمجرد استيلاءها على الموصل ، نفذ داعش سياسته الشمولية ضد السكان غير السنة ، أي الشيعة والشبك والمسيحيين والإيزيديين. آخر 5000 مسيحي من الموصل الذين لم يهربوا عندما دخل داعش المدينة ، رأوا منازلهم تحمل علامة الناصري ، (أي تلاميذ يسوع). وهكذا وُصِموا ومُنحوا إنذاراً في 17 تموز: الأمر باعتناق الإسلام( السلفية) ، دفع الجزية (ضريبة على غير المسلمين)، أو المغادرة أو الموت. كانت النتيجة حتمية. جميعهم سلكوا طريق النزوح إلى سهل نينوى وكردستان العراق وتم تجريدهم من كل شيء. وقد تم نهب وتخريب تراثهم الضخم المهجور إلى حد كبير.

بعد هزيمة داعش العسكرية في سهل نينوى في خريف عام 2016 ، عاد المسيحيون النازحون تدريجياً إلى قراهم اعتباراً من نيسان 2017. عادوا إلى منازلهم وكنائسهم ، والتي غالباً ما تعرضت للنهب والحرق. ومع ذلك ، لم يتم تحرير الموصل حتى بعد 10 أشهر في وقت لاحق ، في صيف عام 2017 ، من قبل التحالف الدولي ، الذي لم يسحق داعش فقط في طوفان من النار ، ولكن لسوء الحظ ، سحق أيضاً بعضاً من أعظم المباني الآشورية واليهودية والمسيحية والإسلامية في الموصل.

على عكس المسيحيين النازحين من سهل نينوى ، لم يعد نازحي الموصل إلى ديارهم. إن مدى تدمير التراث الحاصل في البلدة القديمة لا يعزى فقط إلى داعش. فقد كان لهم ذكريات عمليات الاضطهاد التي ارتكبت منذ عام 2003 ، وإفلات المجرمين من العقاب بشكل عام ، والإذلال الجماعي الذي عانوا منه وانهيار ثقتهم في جيرانهم المسلمين. قرار العودة للأغلبية لا يزال غير موجود على الرغم من عودة بعض العائلات القليلة.

لحسن الحظ ، بذلت جهود ملحوظة منذ تحرير الموصل لإعادة بناء أمل الأخوة الجديدة ومحاولة تعزيز ولادة مجتمع مسيحي محلي. تشارك العديد من الشخصيات والمنظمات الفرنسية فيه بنشاط ، لدعم الكنائس المحلية. دعونا نذكر ثلاثة: أوفر دو أورينت، الأخوة في العراق ومؤسسة سانت ايرينيه.

وبالتالي ، استجابة لدعوة البطريرك الكلداني ، لويس رافائيل ساكو الأول ، وبالتعاون مع سلطات المدينة ، دعم أوفر دو أورينت ترميم كنيسة القديس بولس للكلدان في الموصل الشرقية. لعب الأب ثابت ، كاهن الرعية الكلدانية في كرملس والموصل دوراً مهماً في هذا النهضة ، حيث قام بتعبئة متطوعين شباب من الموصل، مسيحيين ومسلمين للقيام بتنظيف الكنيسة معاً. احتفل أحد بطاركة الكلدان بصلاة عيد الميلاد هناك صباح يوم 24 كانون الأول عام 2017 ، مع ممثلين عن الكنائس الشقيقة ، وبوجود رئيس أساقفة السريان الكاثوليك بطرس موشيه ورئيس أساقفة السريان الأرثوذكس نيقوديموس داود ، وبحضور السلطات السياسية والمدنية وسكان الموصل.  كانت لحظة إيمان وشجاعة وغفران وإخاء للكنائس. وبذلك أصبحت كنيسة القديس بولس أول رعية مسيحية أعيد تأهيلها في الموصل. في 24 كانون الثاني عام 2019 ، جاء رئيس أساقفة الموصل للكلدان المطران نجيب ميخائيل ، المعين في 22 كانون الأول 2018 ، للاحتفال في هذا المبنى الذي تم ترميمه بالكامل ، بحضور حشد صغير. في 21 نيسان 2019 ، جاء عشرات الأشخاص للاحتفال بعيد الفصح في كنيسة القديس بولس مع رئيس أساقفته.

في مدينة الموصل القديمة ، حيث تركز التراث المسيحي الذي يعود إلى قرون ، تم تجديد كنيسة مار توما للسريان الكاثوليك جزئياً ، مرة أخرى بمساعدة أوفر دو أورينت. تم ترميم المذابح هناك من قبل المهندسين المعماريين لور دي بوريبير و غييوم . منذ عام 2018 ، وفي الثالث من شهر تموز ، يتم الاحتفال بالشفيع القديس توما ، رسول بلاد ما بين النهرين ، بحضور العديد من المؤمنين وممثلي الكنائس.

وأخيراً . في شرق الموصل ، حشد الأب إيمانويل كاهن أبرشية كنيسة البشارة للسريان الكاثوليك العديد من الشركاء الفرنسيين (أوفر دي أورينت و الأخوة في العراق ومؤسسة سانت ايرينيه) والعراقيين لإعادة بناء كنيسته ومقر إقامة الكاهن وغرف إقامة الطلاب. تم الافتتاح في 7 كانون الأول عام 2019 بحضور أعلى السلطات المحلية والإقليمية ، وتم تكريس الكنيسة في اليوم التالي 8 كانون الأول عام 2019.

في نهاية المطاف ،أي احتمال لتجديد وعودة النازحين إلى الموصل، يشترط على الأقل على إعادة تأهيل وتنشيط التراث ، ولكن أيضاً وبالتأكيد عودة الأمن وإعادة بناء مناخ الثقة.

_______

[1] ضمن ” مسيحيي الشرق :ظلال وأنوار” باسكال ماغيسيان، طبعة تاديه أيلول 2013،إعادة طباعة ك2 2014 ص 260

عمليات إعادة بناء كنيسة البشارة
تموز 2019 © باسكال ماغيسيان / ميزوبوتاميا
عمليات إعادة بناء كنيسة البشارة
تموز 2019 © باسكال ماغيسيان / ميزوبوتاميا

تاريخ كنيسة البشارة في الموصل الشرقية قبل داعش:

تأسست كنيسة البشارة في شرق الموصل عام 1970 لمرافقة التوسع العمراني لمدينة الموصل ونقل العائلات المسيحية من الضفة اليمنى (الغرب) إلى الضفة اليسرى (الشرق) من المدينة.

على الرغم من اعتبار كاتدرائية الطاهرة وكنيسة مار توما في الموصل الكنائس الأم، بأهميتها في أيام الأحد والعطلات حتى أوائل التسعينات ، قررت أبرشية الموصل للسران الكاثوليك بناء كنيسة البشارة ، لتلبية مطالب العائلات المشتتة في الأحياء الشرقية الجديدة من الموصل، حي المهندسين ، السكر ، المصاريف ، المجموعة الثقافية ،  الداركلية ، الزور ، للقيام بالقداس الإلهي والأسرار كالمعمودية ، وحفلات الزفاف ، والجنازات(…).

تتمتع كنيسة البشارة بموقع استراتيجي في حي المهندسين ، وتقع في وسط شاطئي المدينة (الأيمن والأيسر) وتطل على شوارع واسعة يسهل على السياح الوصول إليها، على عكس الكنائس التاريخية – ككاتدرائية الطاهرة  وكنيسة مار توما – التي تقع في الشوارع القديمة والضيقة

في السنوات 1970-1980 احتفل المؤمنون الكاثوليك في كنيسة البشارة فقط بالقداس الإلهي والأسرار أيام الأحد فقط . في أوائل التسعينات ، بدأت الكنيسة في تطوير الأنشطة الرعوية مثل التعليم المسيحي خلال فصل الصيف. في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، زادت الكنيسة من دورها ، بسبب التغييرات السياسية التي أعقبت سقوط نظام صدام حسين في عام 2003. أثرت الفوضى التي اندلعت في جميع أنحاء البلاد بشدة على المسيحيين ، الذين عانوا من الاضطهاد والخطف والقتل ، بالإضافة إلى تهميشهم الاجتماعي والمهني والسياسي. منذ ذلك الحين ، اضطر آلاف المسيحيين بالنزوح. ومع ذلك ، أصبحت كنيسة البشارة في الوقت نفسه ملاذاً للعائلات التي بقيت في الموصل. أصبحت الكنيسة المكان الآمن حيث اجتمع المسيحيون ليس فقط للاحتفال بالقداس الإلهي ، ولكن أيضاً للمشاركة في الأنشطة الثقافية والاجتماعية. من بين هذه الأنشطة كان هناك منتدى للنساء المشاركات في الكنيسة والمجتمع ، وتجمعات الشباب ، واجتماعات للمراهقين ، وتجمعات للمسنين والعائلات ، ودار حضانة للأطفال من 1 إلى 6 سنوات ومدرسة حضانة.

عمليات إعادة إعمار كنيسة البشارة و منزل الكاهن ومقر الطلاب.
أيلول 2019 © يوحنا طوايا/ حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
إعادة إعمار داخل كنيسة البشارة .
أيلول 2019 © يوحنا طوايا/ حمورابي لصالح ميزوبوتاميا

كنيسة البشارة من شرق الموصل إلى مخيم أشتي 2 في عنكاوا:

بعد غزو داعش للموصل في 10 حزيران 2014 ، نزح المسيحيون الباقون في الموصل إلى سهل نينوى وكردستان العراق. وتجمع الكثيرون في أربيل ، عاصمة كردستان العراق ، وخاصة في القطاع الشمالي في عنكاوا. وجدوا ملجأ هناك في ملاجئ محفوفة بالمخاطر ،تحت الخيام وضمن المباني والمدارس.

ترأس مخيم آشتي 2 للنازحين في عنكاوا الأب إيمانويل كالو ، كاهن أبرشية كنيسة البشارة السريانية الكاثوليكية في الموصل الشرقية ، مع إبراهيم لالو ، الشماس الفرنكفوني في برطلة كمساعد له ، حيث أقامت 1250 عائلة (5000 شخص) نزحوا من سهول نينوى والموصل. كانت الظروف المعيشية هناك صعبة ، خاصة خلال الطقس الحار الذي كان يستمر من شهر حزيران ولغاية شهر أيلول.

في هذا المخيم ، تم بناء كنيسة البشارة الجديدة (36 ° 13’56 “شمالاً 44 ° 00’34” شرقًا و 434 م فوق مستوى سطح البحر) من أجل الحفاظ على الحياة الدينية ، وذلك بفضل الدعم المالي من الجمعية الفرنسية “الأخوة في العراق”.  تم بناء المبنى على شكل قاعة كبيرة ، باستخدام ألواح مركبة مبتكرة ذات جودة عالية وجاهزة للتجميع من شركة لوجيليس الفرنسية ، تحت إشراف المهندس المدني منذر روفيل ، وهو سرياني كاثوليكي ، انتقل أيضاً من برطلة.

وهكذا أصبحت كنيسة البشارة في مخيم أشتي 2 في عنكاوا لمدة 3 سنوات عموداً اجتماعياً لمساعدة النازحين وتنظيم الأنشطة الرعوية والثقافية للأطفال والبالغين. أقيم القاس الإلهي الأخير في كنيسة البشارة بمخيم أشتي 2 في عنكاوا برئاسة الأب إيمانويل كالو يوم الأحد 2 حزيران 2018.

الأب ايمانويل كالو، مدير مخيم النازحين آشتي 2 في عنكاوا ونائب المدير إبراهيم لالو.
نيسان 2017 © باسكال ماغيسيان / ميزوبوتاميا
مخطط مخيم النازحين آشتي 2 في عنكاوا. نلاحظ مكان كنيسة البشارة.
نيسان 2017 © باسكال ماغيسيان / ميزوبوتاميا
الأيام الأخيرة ضمن مخيم النازحين آشتي 2 في عنكاوا.
حزيران 2018 © باسكال ماغيسيان / ميزوبوتاميا
كنيسة البشارة ضمن مخيم النازحين آشتي 2 في عنكاوا.
حزيران 2018 © باسكال ماغيسيان / ميزوبوتاميا
كنيسة البشارة ضمن مخيم النازحين آشتي 2 في عنكاوا.
حزيران 2018 © باسكال ماغيسيان / ميزوبوتاميا

حياة كنيسة البشارة في مخيم أشتي 2 عنكاوا: شهادة بولين وجان بوشاير:

أعطت شخصيات رائعة مثل بولين وجان بوشاير عامين من حياتهما الزوجية لخدمة النازحين في سهول نينوى والموصل حيث أُرسلوا إلى العراق من قبل رئيس أساقفة ليون ، الكاردينال فيليب بربارين ، بتفويض من فيديسكو (المنظمة الكاثوليكية للتضامن الدولي)، وفيما يتعلق بمؤسسة سانت إيرينيه التابعة لأبرشية ليون ، فقد قامت بتقديم دروس باللغة الفرنسية في مدرسة سانت ايرينيهفي عنكاوا.

في كنيسة البشارة في مخيم أشتي 2 عنكاوا ، كان لديهم مهمة صلاة. كان وصول الأخت المكرسة كارين نيفيو نعمة حقيقية، إذ كانت تقوم باجتماعات للأطفال صباح يوم الجمعة ضمن المخيم وهذا شيئ رائع للغاية حيث يمكننا أن نرى إيمان هؤلاء الأطفال الذي يصحي إيماننا. خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة قبل عيد الميلاد ، مساء الخميس، تم إطلاق وقفة احتجاجية لتنشيط أمسيات الصلاة باللغتين الفرنسية والعربية بدعم منتظم من قبل راهبات يسوع في لحظات الصلاة هذه.

تتمتع كارين بجاذبية حقيقية وتجربة لعدة سنوات لتعليم الصلاة للأطفال في سياقات صعبة بعد أحداث الطوارئ. للأسف ، غادرت كارين إلى فرنسا في 31 أيار وقد كانت دعماً كبيراً ضمن المخيم، وقد استفاد الجميع من تجربتها الإنسانية والتبشيرية . قبل مغادرتها ، قامت كارين بدورة تدريبية لنقل ونشر مدرسة الصلاة إذ ترى أن صلاة الأطفال الصغار يمكن أن تشفيهم بعد المرور في ظروف صادمة. فلديهم قدرة أكبر بكثير من الراشدين على التسليم لله ، لديهم علاقة أبسط مع الإله. تسمح هذه الصلاة الأسبوعية التي تستمر لمدة ساعة للأطفال الذين عانوا من مواقف خطيرة أن يهدأوا تدريجياً وأن يكونوا على اتصال بالأساسيات وقد اقتنعوا بذلك وواصلوا الاجتماعات بعد رحيلها مرة واحدة في الأسبوع في كنيسة المخيم.

القداس الإلهي ضمن كنيسة البشارة ضمن مخيم النازحين آشتي 2 في عنكاوا والأب ايمانويل كالو.
10 حزيران 2018 © باسكال ماغيسيان / ميزوبوتاميا
القداس الإلهي ضمن كنيسة البشارة ضمن مخيم النازحين آشتي 2 في عنكاوا والأب ايمانويل كالو.
10 حزيران 2018 © باسكال ماغيسيان / ميزوبوتاميا
القداس الإلهي ضمن كنيسة البشارة ضمن مخيم النازحين آشتي 2 في عنكاوا والأب ايمانويل كالو.
10 حزيران 2018 © باسكال ماغيسيان / ميزوبوتاميا
كنيسة البشارة ضمن مخيم النازحين آشتي 2 في عنكاوا.
10 حزيران 2018 © باسكال ماغيسيان / ميزوبوتاميا
جان بوشاير (يسار) ، بولين بوشاير (أسفل اليمين) ، الأب بيير برون لو جويست (يسار في قميص أبيض) ومساعد مترجم (أمامي يمين) يقودان دورة تعليم مسيحي للأطفال النازحين من مخيم أشتي 2 من عنكاوا في كنيسة البشارة.
تموز 2017 © باسكال ماغيسيان / ميزوبوتاميا
تمثال مريم العذراء ضمن كنيسة البشارة في مخيم النازحين آشتي 2 في عنكاوا.
تموز 2017 © باسكال ماغيسيان / ميزوبوتاميا

كنيسة البشارة الجديدة شرقي الموصل:

لتشجيع العودة ، أصبح من الضروري إعادة بناء كنيسة البشارة في مكانها الأصلي ، في حي المهندسين في شرق الموصل لتشجيع عودة النازحين إذ إعادة تشكيل هذا المجتمع كان السبب الأهم وراء إعادة البناء الذي شمل أيضاً مكان إقامة الكاهن، قاعة متعددة الاستخدامات ومقر للطلاب المسيحيين والمسلمين  في جامعات الموصل. إن هذا المجمع الجديد يحمل رسالة إلى المجتمع بأسره. على المسيحيين أن يتغلبوا على آلامهم ويستمروا في العمل من أجل خلاص البشرية. أما المسلمين، فعلى من يستطيع أن يرى في هذا المكان مثالاً حياً على التسامح ونبذ كل الحقد ، حتى يعود السلام والأمن إلى هذه المدينة المنكوبة، لأنه لا حياة بدون سلام ، ولا سلام بدون غفران ، ولا غفران بدون حب. للعيش معاً ، نحتاج إلى الحب والغفران والسلام .

أعيد بناء كنيسة البشارة الجديدة بدلاً من الكنيسة القديمة التي دمرتها داعش. تم بناء المبنى الجديد بألواح مسبقة الصنع تم تفكيكها ونقلها من مخيم أشتي 2 في عنكاوا إلى موقع حي المهندسين في شرق الموصل. تم إدخال تحسينات كبيرة عليها ، ولا سيما  من الخارج إذ كان من الضروري بالفعل إعطاء هذه الكنيسة رؤية لمبنى ثابت وليس مؤقت. تم إثراء التصميم الداخلي بشبكات على السقف ، وزجاج ملون على الجدران الجانبية وهندسة إضاءة خفيفة لكن كثيفة بشكل خاص. يوجد ممر يحيط بالكنيسة، ولها باحة يطل عليها الأبنية الأخرى. كانت جمعية الأخوة في العراق هي التي دعمت مادياً بناء كنيسة البشارة الجديدة. ومولت جمعية أوفر دو أورينت مقر الكاهن، و تولت مؤسسة سانت أيرينيه مسؤولية مكان إقامة الطلاب.

كان الافتتاح في كانون الأول 2019 وأقيم أثناءه العديد من الإيماءات المسرحية التي تدل على الأخوة بين المسيحيين والمسلمين . تم تكريس الكنيسة ، في 8 كانون الأول 2019 ، بحضور حشد كبير وبحضور أعلى السلطات العراقية من جميع الأديان وبحضور الكاردينال الفرنسي فيليب بربارين.

الشارع أمام كنيسة البشارة شرق الموصل والجدار المحيط بالبناء يوم الافتتاح.
7كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
مدخل مجمع كنيسة البشارة شرق الموصل يوم الافتتاح
7كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
كنيسة البشارة الجديدة يوم الافتتاح
7كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
كنيسة البشارة الجديدة يوم الافتتاح
7كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
المذبح المدمر والذي تم إعادة بناؤه ضمن كنيسة البشارة الحديثة
7كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
افتتاح المساحة الدينية والاجتماعة الجديدة التي تتضمن كنيسة البشارة الحديثة، منزل الكاهن ومقر الطلاب.
7كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
سكن الطلاب يوم افتتاح مجمع البشارة الديني والاجتماعي الجديد في شرق الموصل.
7كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
حفل تدشين كنيسة البشارة الحديثة.
7كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
حفل تدشين كنيسة البشارة الحديثة ، بحضور محافظ الموصل نجم الجبوري (أمام اليسار) ورئيس بلدية المدينة زهير الأعرجي (أمام في الوسط).
7كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
كلمة محافظ الموصل نجم الجبوري خلال حفل تدشين كنيسة البشارة الجديدة.
7كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
حفل تدشين كنيسة البشارة الحديثة.
7كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
محافظ الموصل نجم الجبوري يرتدي المسبحة التي أهديت له خلال حفل تكريس كنيسة البشارة الجديدة في شرق الموصل.
7كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
حفل افتتاح كنيسة البشارة الجديدة ، بحضور كاهن الرعية الأب إيمانويل كالو (أمام اليسار) ، ومدير مؤسسة سانت إيرينيه ، إتيان بيكي غوتييه (أمام الوسط).
7كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
حفل تدشين كنيسة البشارة الحديثة.
7كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
كلمة الأب عمانوئيل كالو ، كاهن رعية كنيسة البشارة شرق الموصل ، خلال مراسم الافتتاح.
7كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
فرقة كشّاف بمناسبة حفل افتتاح كنيسة البشارة الجديدة شرق الموصل.
7كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
اجتماع الحشد في الباحة الأمامية لكنيسة البشارة الجديدة يوم افتتاحها.
7كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
نار خلال مراسم تدشين كنيسة البشارة الجديدة شرق الموصل.
7كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
حول الأب إيمانويل كالو ، كاهن رعية كنيسة البشارة الجديدة في شرق الموصل ، تجمع الكشافة والكهنة أمام تمثال يرمز إلى الولادة من جديد بعد الدمار.
7كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
تجمهر حشد حول الكاردينال فيليب باربارين ، المطران الفخري في ليون ، أمام تمثال يرمز إلى ولادة كنيسة البشارة في شرق الموصل بعد تدميرها.
7كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
نساء من برطلة يرتدين السترات التقليدية ويقفن أمام سكن الطلاب في المجمع الجديد لكنيسة البشارة شرق الموصل في يوم الافتتاح.
7كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
تكريس كنيسة البشارة الحديثة.
8كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
تكريس كنيسة البشارة الحديثة وبركة الغطاء.
8كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
تكريس كنيسة البشارة الحديثة وبركة الغطاء.
8كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
تبادل أخوي بين الكاردينال الفرنسي فيليب باربارين ، رئيس أساقفة ليون الفخري ، والأب إيمانويل كالو ، كاهن رعية كنيسة البشارة شرق الموصل ، في يوم التكريس.
8كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
كلمة فرج بنوا رئيس جمعية الاخوة في العراق يوم تدشين كنيسة البشارة الجديدة شرق الموصل.
8كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا
مجموعة من المسيحيين العراقيين ، حول الكاردينال فيليب باربارين ، المطران الفخري في ليون ، في منزل كاهن كنيسة البشارة الجديدة شرق الموصل ، يوم تكريسه.
8كانون الأول 2019 © غريد صباح زكريا / حمورابي لصالح ميزوبوتاميا

المساهمة في الحفاظ على ذاكرة الصروح الأثرية

صور عائلية، مقاطع فيديو، شهادات، شاركونا ملفاتكم لإغناء موقعنا

أنا أشارك