كنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد

تقع كنيسة القديس جوزيف للاتين33.338861″ شمالاً و44.396528″ شرقاً وعلى ارتفاع 42 متر عن مستوى سطح البحر، على الصفة الشرقية لنهر دجلة، في الحي المسيحي القديم في بغداد.

في عام 1871، وبفضل الآباء الكرمليين، تم بناء كنيسة القديس يوسف في بغداد بعد خمس سنوات من العمل  والتي كانت تمثل الكاتدرائية اللاتينية في بغداد. في آذار 1917 ، أثناء الحرب العالمية الأولى ، عندما كانت بلاد ما بين النهرين لا تزال تحت إدارة الإمبراطورية العثمانية ، استولت القوات التركية العثمانية على كنيسة القديس يوسف اللاتينية وحولتها إلى مستشفى.

في عام 1942-1943، احتفل الجنود البولنديون المتمركزون في بغداد بالقداس الإلهي ضمن هذه الكنيسة مع الراعي  المرافق لهم،المطران جوزيف غاولينا.

كنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد عبارة عن مبنى على شكل صليب له قبة نصف كروية رائعة مع أسطوانة دائرية ونوافذ على مستوى جناح الكنيسة ويبلغ ارتفاعها 32 متراً، يعلوها فانوس مثمن الشكل يوجد على قمّته صليب. عن بعد، نستطيع رؤية الكنيسة بوضوح كمنارة في الحي.

عانت الكنيسة من رحيل المسيحيين إلى أحياء بغداد الحديثة ومن الإزعاج الناتج عن تطور السوق حول المبنى، وهي بحاجة ماسة للترميم الشامل.


كنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد. نيسان 2018 © ليث باسيل نالبنديان / ميزوبوتاميا

الموقع:

تقع كنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد33.338861″ شمالاً و44.396528″ شرقاً وعلى ارتفاع 42 متر عن مستوى سطح البحر، على الضفة الشرقية لنهر دجلة، في حي الشورجة القديم، في عقد النصارى (الحي المسيحي القديم) ، شارع الخلفاء. تقع الكنيسة في منتصف سوق مهم، على بعد 100 متر فقط عن كنيسة أم الأحزان للكلدان (مراجعة النشرة) ، بجوار كنيسة مريم العذراء للسريان الكاثوليك التي هي في طور الهدم.

السوق أمام كنيسة القديس يوسف للاتين.
نيسان 2018 © ليث باسيل نالبنديان / ميزوبوتاميا

لمحة موجزة عن السكان المسيحيين في العراق:

على الرغم من أن المسيحيين من أبناء الطائفة اللاتينية لا يشكلون سوى جزءاً صغيراً من مسيحيي العراق، إلا أنهم في اتصال وثيق مع المؤمنين الكاثوليك من الطوائف الكلدانية والسريانية الكاثوليكية والأرمنية واليونانية الكاثوليكية. مما لا شك فيه أن الكلدان يمثلون غالبية المسيحيين في العراق، وفي آخر إحصائية لعام 1987 كان عددهم 750000 شخص ، مقابل 300000 آشوري (كنيسة المشرق وكنيسة المشرق القديمة). ومع ذكر جميع الطوائف، كان مسيحيو العراق يمثلون 8 ٪ من سكان البلاد. كم كان عددهم عام 2018؟ تؤكد المعلومات التي جمعها مراسلي ميزوبوتاميا عن الانهيار الديموغرافي الذي طال جميع الطوائف التي تم زيارتها. يقال أنه هناك أقل من 400000 من الكلدانيين في العراق وهم منتشرين بين بغداد وكردستان وسهل نينوى والبصرة. منذ الاستقلال عام 1933، لم تتوقف المصائب التي واجهتها الطوائف المسيحية في العراق. ولم تكن بداية القرن الحادي والعشرين أفضل، بسبب الغزو الأمريكي عام 2003  والحصار الرهيب الذي فرضته الأمم المتحدة بالإضافة إلى عنف المافيا الإسلامية واضطهادهم للمجتمعات المسيحية منذ سقوط نظام صدام حسين.

 

الحدود السياسية لجنوب القوقاز، بلاد مابين النهرين، الشرق الأدنى
© فرانس أرميني، 2018

أصل الوجود اللاتيني في بغداد:

منذ عام 1235، أرسل البابا غريغوري التاسع أحد رفاق القديس دومينيك إلى الشرق الذي وصل إلى بلاد ما بين النهرين في عام 1237، ويقال إنه ذهب إلى بغداد في عهد الخليفة.

في السادس من أيلول عام 1632، تم إنشاء أبرشية بغداد اللاتينية، في الوقت الذي سيطرت فيه بلاد فارس على المنطقة وكانت أصفهان مركزها الروحي. في هذه المدينة التابعة للإمبراطورية الفارسية، طورت القوى الأوروبية والكرسي الرسولي أنشطتها الدبلوماسية والدينية تحت سيطرة الحكام الفرس وخاصةً في عهد الشاه عباس الأول (1587 – 1629). كان جان ثاديوس أول أسقف في أصفهان وعُيّن تيموتيو بيريز من الرهبنة الكرملية الإسبانية كمساعد له في بغداد، “لكن لم يتمكن أيا منهما من الفوز بالكرسي الأسقفي”[1]. كان برنارد دي سانت تيريز (جان دوفال) من الرهبنة الكرملية أول أسقف لاتيني وصل بالفعل إلى بغداد. في عام 1642، احتفل بالقداس الإلهي قبل عودته إلى فرنسا. شهد القرن السابع عشر وصول البعثات اللاتينية إلى بلاد ما بين النهرين العراقية. ففي عام 1636، افتتح الرهبان الكبوشيون أول مقر لهم في الموصل ونشروا أنشطتهم التبشيرية في بغداد بين القرنين السابع عشر والثامن عشر.

في 21 كانون الأول عام 1743، تم تكريس إيمانويل دي سان ألبرت (جان كلود باليت، المعروف باسم دوم إيمانويل باليت من سان ألبرت دي سان أنطوان، 1702-1773) كأسقف كرسي بابل، وبهذا أصبح أسقف اللاتين في بغداد. كان كاهن كنيسة بغداد منذ عام 1728، كما تم تعيينه قنصل فرنسا في بغداد عام 1741 قبل أن يتوج أسقفاً. بنى داراً للعجزة ومدرسة ومقراً للأسقفية. توفي في بغداد عام 1773 بعد إصابته بمرض الطاعون.

في عام 1820 ، تم تسمية بيير ألكسندر كوبيري (1770 – 1831) أسقف اللاتين في بابل. كان له دور أساسي في دعم اتحاد الكنيسة الكلدانية مع روما. عين قنصلاً لفرنسا في بغداد في عام 1823 ، وحافظ على المراسلات الدبلوماسية والدينية الوفيرة. توفي في عام 1831 تاركاً ذكرى لأسقف رائع ورجل يهتم بالمحرومين خلال أوقات المجاعة والطاعون: “رجل مقدس” كما وصفه رئيس أساقفة اللاتين الحالي في بغداد، اللبناني الأصل جان بنيامين سليمان.

_______

[1] ضمن” الكنيسة في العراق. هل من مستقبل لمسيحيي العراق؟ هل سيكون مستقبل سلام؟”، فيرناندو فيلوني، مسؤول بعثة تبشير الشعوب. السفير البابوي السابق في العراق. مجلة آفاق وأفكار، عدد 6 – 2018، نشرته أوفر دوريان، تشرين الثاني 2018، ص 99.

صليب على حائط كنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد.
نيسان 2018 © ليث باسيل نالبنديان / ميزوبوتاميا

تاريخ كنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد:

تم بناء كنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد في نهاية القرن التاسع عشر على الأرض التي كانت عبارة عن مدرسة تحمل نفس الاسم منذ عام 1737.

في عام 1871، و بفضل الآباء الكرمليين، تم بناء كنيسة القديس يوسف في بغداد بعد خمس سنوات من العمل  والتي كانت تمثل الكاتدرائية اللاتينية في بغداد. في آذار 1917 ، أثناء الحرب العالمية الأولى ، عندما كانت بلاد ما بين النهرين لا تزال تحت إدارة الإمبراطورية العثمانية ، استولت القوات التركية العثمانية على كنيسة القديس يوسف اللاتينية وحولتها إلى مستشفى.

بعد هزيمة الإمبراطورية ورحيل الأتراك ، أصبحت الكنيسة مكاناً للعبادة وتم تجديدها سنة 1923.

في عامي 1942-1943 ، احتفل الجنود البولنديون المتمركزون في بغداد بالقداس الإلهي ضمن هذه الكنيسة مع الراعي المرافق لهم المطران جوزيف غاولينا ويشهد على ذلك كتابة من البرونز على إحدى جدران الكنيسة.

في تسعينيات القرن العشرين ، تم إقراض كنيسة القديس يوسف للاتين إلى الأقباط (الأرثوذكس) القادمين من مصر عام 1976 ، وكانوا يُعتبرون طائفة مسيحية مهمة في بغداد بحاجة إلى مكان للعبادة. قام الأقباط بتعديل كنيسة القديس يوسف للتكيف مع مقتضيات تقاليدهم، وقاموا ببناء حاجز لفصل المذبح عن الصحن.

لقد عانت كنيسة القديس يوسف التي أُنشئت للمجتمع اللاتيني من رحيل المسيحيين إلى أحياء بغداد الحديثة، فضلاً عن الإزعاج الناتج عن تطور السوق المحيط بالمبنى. ومع ذلك، لا تزال أحد أهم المعالم الأثرية في عقد النصارى، الحي المسيحي القديم في بغداد.

 

بغداد وإطلالة على كنيسة القديس يوسف ملتقطة عام 1916 من قبل وكالة رول.
© المكتبة الوطنية الفرنسية، قسم الصور،El-13 (477).
بغداد المطلة على دجلة عام 1913، ملتقطة من قبل أوجين غالوا(المالك المفترض). تظهر كنيسة القديس يوسف للاتين في الخلف على جهة اليمي
© المكتبة الوطنية الفرنسية، قسم الجغرافيا والمجتمع، SG XCH-452.
لوحة من البرونز لذكرى الجنود البولونيين الذين خدموا كنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد عامي 1942-1943
نيسان 2018 © ليث باسيل نالبنديان / ميزوبوتاميا

وصف كنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد:

كنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد عبارة عن مبنى على شكل صليب له قبة نصف كروية رائعة مع أسطوانة دائرية ونوافذ على مستوى جناح الكنيسة ويبلغ ارتفاعها 32 متراً، يعلوها فانوس مثمن الشكل يوجد على قمّته صليب. عن بعد، نستطيع رؤية الكنيسة بوضوح كمنارة في الحي.

مستوى أساسات كنيسة القديس يوسف في بغداد اليوم، أقل بقليل من مستوى الشارع وذلك بسبب هبوط الأرض.

تم بناء هذا النصب الضخم والمتطاول من حجر الآجر. إنه أسلوب بناء قديم في بلاد ما بين النهرين كان يستخدم حتى القرن الماضي لبناء المنازل والمساجد والكنائس والقصور في بغداد. تم بناء الجدران بسماكة 4 أمتار للحفاظ على البرودة في الصيف والدفء في الشتاء. جميع الأبواب والنوافذ مقوسة الشكل وتمثل بنية مستوحاة من الطراز العباسي.

تتجه كنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد نحو الشمال الشرقي (قلب الكنيسة والحنية) ، والجنوب الغربي (المدخل الأمامي). يتم فصل قلب الكنيسة عن صحنها من خلال ألواح من الرخام الأبيض المدعمة بجدار الحنية البارز. في الشمال الغربي كما هو الحال في الجنوب الشرقي، يشكل جناحي الكنيسة الغرف الصغيرة للصلاة. يحتل الرواق عرض المبنى بالكامل وهو يقع مقابل المذبح أعلى المدخل الجنوبي الغربي.

الطلاء الداخلي وذلك الموجود على القبة مهترئ ويتطلب عمليات ترميم واسعة النطاق كما يجب معالجة المفاصل الخارجية للتأكد من مقاومة السقف للمياه.

يوجد في باحة الكنيسة العديد من قبور الآباء والإخوة الكرمليين ، والرهبان والراهبات الذين خدموا في بغداد والتي تتطلب عمليات صيانة دقيقة. واحدة من أهم المقابر هي تلك التي كتبها الراهب والباحث أنستاس الكرملي.بجانب كنيسة نجد دير الكرمل ومدرسة القديس يوسف. انتقل الرهبان إلى الضفة الأخرى لنهر دجلة بسبب امتداد شارع الخلفاء إلى مستوى الدير، كما انتقلت المدرسة إلى مبنى جديد في حي العلوية (حي الوحدة).

كنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد بحاجة ماسة إلى ترميم شامل.

 

قبة كنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد.
نيسان 2018 © ليث باسيل نالبنديان / ميزوبوتاميا
برج جرس كنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد.
نيسان 2018 © ليث باسيل نالبنديان / ميزوبوتاميا
الواجهة الجنوبية الغربية لكنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد.
نيسان 2018 © ليث باسيل نالبنديان / ميزوبوتاميا
المدخل الجنوبي الغربي لكنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد.
نيسان 2018 © ليث باسيل نالبنديان / ميزوبوتاميا
صحن وقلب كنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد.
نيسان 2018 © ليث باسيل نالبنديان / ميزوبوتاميا
مشهد لكنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد من قلب الكنيسة.
نيسان 2018 © ليث باسيل نالبنديان / ميزوبوتاميا
قبة كنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد.
نيسان 2018 © ليث باسيل نالبنديان / ميزوبوتاميا
القسم الشرقي لجناح كنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد.
نيسان 2018 © ليث باسيل نالبنديان / ميزوبوتاميا
القسم الغربي لجناح كنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد.
نيسان 2018 © ليث باسيل نالبنديان / ميزوبوتاميا
المذبح الرئيسي وقلب كنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد.
نيسان 2018 © ليث باسيل نالبنديان / ميزوبوتاميا
المذبح الرئيسي لكنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد.
نيسان 2018 © ليث باسيل نالبنديان / ميزوبوتاميا
مقبرة ضمن باحة كنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد.
نيسان 2018 © ليث باسيل نالبنديان / ميزوبوتاميا
حجر جنائزي ضمن باحة كنيسة القديس يوسف للاتين في بغداد.
نيسان 2018 © ليث باسيل نالبنديان / ميزوبوتاميا

المساهمة في الحفاظ على ذاكرة الصروح الأثرية

صور عائلية، مقاطع فيديو، شهادات، شاركونا ملفاتكم لإغناء موقعنا

أنا أشارك